"الزراعة والسلامة الغذائية" تنظيم "ويبنار" حول الذكاء الاصطناعي وتحديات الزراعة
4/8/2021 12:00 AM

​ضمن سلسلة فعاليات مختبر أبوظبي للذكاء الاصطناعي، نظمت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية بالتعاون مع هيئة أبوظبي الرقمية، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي مساء الثلاثاء الماضي ندوة عبر الإنترنت "ويبنار" تحت عنوان الذكاء الاصطناعي وتحديات الزراعة، قدمها جيف كيزر مدير عروض الأعمال الزراعية، والتكنولوجيا المعرفية بشركة (IBM) العالمية، والذي يعد من رواد الزراعة الرقمية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العالم.

شهد "الويبنار" حضوراً لافتاً من المهتمين باستخدام وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الزراعي، ورحبت عائشة محمد الخزرجي مدير قسم التحليل في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في بداية "الويبنار" بالمحاضر والحضور، مؤكدة على أهمية المحاضرة لاستدامة قطاع الزراعة وتحسين إنتاجية المزارع وسلاسل الإمداد ، وأشارت إلى أن هيئة أبوظبي للزراعة السلامة الغذائية ملتزمة بخطة حكومة أبوظبي والبرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والذي يستهدف تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في كافة مجالات العمل، والاعتماد على تطبيقاته في تطوير وتحسين الخدمات وتحقيق رضا وسعادة المتعاملين.

من جانبه قال محمد عبد الله المدحاني، مستشار البيانات والذكاء الاصطناعي في هيئة أبوظبي الرقمية إن تقنيات الذكاء الاصطناعي سيكون لها  تأثير كبير في مستقبل قطاع الزراعة وإنتاج الغذاء العالمي، حيث ستقود إلى خلق نماذج جديدة للأعمال وتطوير سلاسل الإنتاج الحالية، موضحاً أن هيئة أبوظبي الرقمية تعتز بكونها جزء من هذا "الويبنار" الذي يستكشف دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في مستقبل قطاع الزراعة.

وأضاف " تأتي مشاركتنا في هذا "الويبنار" تماشياً مع دورنا في قيادة التحول الرقمي في إمارة أبوظبي  من خلال تعزيز التعاون مع مختلف الهيئات الحكومية لتقديم خدمات رقمية استباقية وآمنة يستفيد منها كافة المواطنين والمقيمين"

أما الدكتور أحمد دباغ مدير الخدمات المهنية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي فقال إن تقنيات الذكاء الاصطناعي بدأت في الانتشار بشكل متزايد لمواجهة التحديات العالمية مثل جائحة "كوفيد-19"، وسلاسل التوريد والأمن الغذائي، مشيراً إلى أن الإمارات من أوائل الدول التي تسعى لاستخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاج المحاصيل بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي.

وأضاف " نحن في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ملتزمون بالمساهمة في تعزيز دور الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته لتمكين أجيال جديدة من الخريجين القادرين على تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي في الزراعة، حيث نركز على تعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي من خلال تعليم وتمكين الرواد المبدعين الذين يمكنهم القيادة خلال الثورة الصناعية الرابعة".

ثم بدأ المحاضر في استعرض أهم التحديات التي تواجه قطاع الزراعة وإنتاج الغذاء، وإمكانية التغلب عليها بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، مشيراً إلى أن قيمة استثمارات قطاع الزراعة في العالم تقدر بنحو 5 تريليون دولار، حيث تواجه هذه الاستثمارات تحديات كبيرة أبرزها   تقلبات الطقس، والضغوط البيئية والتنظيمية، وزيادة الطلب على الغذاء الجيد والمستدام.

أوضح أن التطور الكبير في تكنولوجيا تحليل البيانات سيجعل مستقبل الزراعة أكثر اشراقاً ويساعد على مواجهة هذه التحديات وزيادة الإنتاجية وتحسين جودة واستدامة الغذاء وتحسين الربحية، حيث إن الوصول السريع للبيانات وبحاصة بيانات الطقس يساعد المزارعين والمنتجين على اتخاذ قرارات سريعة وصحيحة، لاسيما أن 90% من خسائر المحاصيل الزراعية تعود لأسباب تتعلق بتقلبات الطقس.

وقال  جيف كيزر إن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يوفر بيانات ومعلومات موثوقة أهمها بيانات الطقس والبيانات الواردة من الأقمار الصناعية، كما أن سهولة الوصول إلى هذه البيانات يساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة وتعزيز ربحية الأنشطة الزراعية، مشيراً إلى أن تناقص المساحة القابلة للزراعة مع زيادة الطلب على الغذاء يستوجب تحسين الممارسات الزراعية التي تعزز الإنتاجية، كما أن هناك حاجة ماسة إلى تنبؤات جوية أكثر دقة لاتخاذ قرارات صحيحة لحماية المزروعات، كذلك الأمر بالنسبة لاحتياجات المستهلكين والتي باتت تركز على جودة المنتجات الغذائية وتتبعها مما يمثل ضغطاً على سلاسل التوريد.

وقدم المحاضر نموذجاً للمعلومات التي توفرها منصة (IBM) العالمية لمعلومات الزراعة والتي توفر تحليلات جيو-مكانية لبيانات ضخمة تم جمعها عبر الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار والملايين من أجهزة استشعار إنترنت الأشياء، بالإضافة إلى البيانات الأخرى المتصلة بالتربة والمحاصيل والممارسات الزراعية المتبعة، وربطها ببيانات المناخ التاريخية والآنية والموسمية، مشيراً إلى أن المنصة توفر للمزارعين مزايا منها زيادة الإنتاجية، وسرعة التعامل مع الآفات التي تصيب المحاصيل وحماية المحاصيل من الإجهاد الناتج عن التقلبات المناخية، كما توفر للشركات الغذائية مزايا تحسين سلسلة التوريد وتعزيز العلاقة مع المتعاملين وتحسين إمكانية التتبع والاستدامة وجودة المنتجات.   

وأشار إلى تجربة واحدة من مزارع العنب في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية والتي طبقت نظام الري الذكي مما ساعد على تحسين إنتاجية العنب بنسبة 26% وتحسين جودة الإنتاج بنسبة 50% ثم تحسين كفاءة الري بنسبة تصل إلى 12%.

  • Mobile Apps
  • تم التحديث في: May 03, 2021