أكدت نتائج دراسة قام بها خبراء من هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية أن " بكتيريا الإشريكية القولونية" المعزولة من فصائل الحيوانات المختلفة بإمارة أبوظبي وجدت متعددة المقاومة لمجموعة من المضادات الحيوية نسبة لامتلاكها الجينات المسؤولة عن نشوء ظاهرة المقاومة لكل مضاد حيوي بعينه .
وبفضل توفر الإمكانيات والتجهيزات المخبرية الحديثة والخبرات الفنية تمت دراسة مقاومة هذه البكتريا لعدد من المضادات الحيوية المختلفة بالإضافة الى معرفة آلية نشوء هذه المقاومة وتحديد الجينات المسؤولة عن حدوث المقاومة ونشرها كورقة علمية في كبرى الدوريات العلمية العالمية والتي تعد إضافة علمية ونوعية في مجال مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية في الشق الحيواني وتدعم الجهود الموجهة نحو المكافحة والسيطرة على هذه الظاهرة.
تأتي أهمية هذه الدراسة في تعزيز منظومة الأمن الحيوي ومنع انتقال هذه المقاومة للإنسان عبر السلسلة الغذائية وتطبيقاً لمفهوم الصحة الواحدة في مجابهة ظاهرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
كما تدعم هذه الدراسة الجهود العلمية والعملية لنشر الوعي حول مخاطر الاستخدام غير الآمن للمضادات الحيوية و تقليل معدلات انتشار هذه الظاهرة للحفاظ على بيئة صحية ومجتمع آمن وخالي من المهددات المرضية التي قد ترفع معدلات الوفيات والتي تنامت في الآونة الأخير في جميع أنحاء العالم وفقاً لتقارير المنظمات العالمية نتيجة للازدياد المضطرد للتبادل التجاري في الحيوانات ومنتجاتها، ونمو حركة السياحة والسفر حول العالم الذي شهدته العقود الأخيرة .
و تساهم هذه الدراسة في تقييم المخاطر المتعلقة بهذه الظاهرة وسن التشريعات وتطبيق الإشراف على استخدام مضادات الميكروبات في الشق الحيواني وتأكيد ضرورة إعطاء المضاد الحيوي وفقاً لنتائج اختبار الحساسية للمضاد الحيوي من أجل القضاء على سوء استخدام المضادات الحيوية وصولا إلى مقاومة مضادات الميكروبات.
وتحرص هيئة أبوظبي للزراعة و السلامة الغذائية على رصد وتتبع ظاهرة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية والتي تعتبر من المخاطر التي تهدد منظومة الصحة العالمية والأمن الغذائي والحيوي لما لها من أضرار صحية واقتصادية وبيئية ،وتماشيا مع متطلبات الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية في الدولة المدرجة ضمن توصيات برامج مراقبة ورصد الأمراض الوبائية المعدية والمشتركة لدى الهيئة بشأن رصد ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية في الثروة الحيوانية.
