ثاني الزيودي يفتتح الدورة الخامسة من المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية
2/5/2018 12:00 AM

 تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ‏رئيس مجلس إدارة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، افتتح معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة اليوم رسمياً فعاليات الدورة الخامسة من المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية الذي يقام في العاصمة أبوظبي، بحضور معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة مسؤولة ملف الأمن الغذائي المستقبلي، وسعادة المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي وسعادة سعيد البحري العامري مدير عام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية

ويقام المنتدى على مدى يومي 5 و6 فبراير، بالتزامن مع انطلاق فعاليات "شهر الإمارات للابتكار"، في "مركز أبوظبي الوطني للمعارض" (أدنيك) بمشاركة نحو 600 شركة تستعرض منتجاتها وخدماتها المتطورة، إضافةً إلى أكثر من 50 ابتكارًا ثوريًا تقدم لأول مرة في المنتدى، مما يؤكد كل عام على دوره المحوري كأضخم معرض للابتكارات الزراعية على مستوى العالم.

القى الكلمة الافتتاحية للمنتدى بالنيابة عن سمو الشيخ منصور بن زايد زايد آل نهيان، معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، ورحب فيها بالحضور من كبار الشخصيات والمسؤولين الحكوميين والخبراء والباحثين وأصحاب المزارع وممثلي الشركات المتخصصة في مجال الابتكار الزراعي على المستويين الإقليمي والعالمي. مؤكداً على أهمية الابتكار والاعتماد على التقنيات الحديثة في تعزيز استدامة القطاع الزراعي ودعم جهود تحقيق الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منوهاً إلى ضرورة إيجاد حلول فعالة لأبرز التحديات التي تواجه القطاع إقليمياً وعالمياً.

وقال بالنيابة عن سمو الشيخ منصور: "يفتح المنتدى آفاقًا أوسع للنقاشات وتبادل الآراء حول مسائل مهمة تخص الأمن الغذائي واستدامة القطاع الزراعي، ما يشكل خطوة جيدة لتوحيد الجهود العالمية وخلق مزيد من التعاون لتحقيق هدف زيادة الإنتاج الغذائي بنسبة لا تقل عن 60% خلال العقود الثلاث المقبلة، لمواكبة الزيادة السكانية المتوقعة في الفترة نفسها، وتلبية احتياجاتهم من الغذاء، حيث سيصل عدد سكان الأرض إلى 9 مليارات نسمة."

وأضاف سموه: " كما سيساعد المنتدى عبر نخبة المسؤولين والخبراء والمتخصصين الذين يجمعهم تحت مظلته على دراسة ومناقشة التحديات التي تقف أمام تحقيق هدف زيادة الإنتاج الزراعي بشكل مبتكر، ومنها ندرة المياه العذبة، والمعدلات المرتفعة لتدهور الأراضي الصالحة للزراعة، وتزايد حدة التقلبات الجوية نتيجةً لتغير المناخ، والوصول لحلول وآليات ناجعة للتعامل معها، ففي ظل ما نشهده حاليا من تحديات واحتياجات تعد إمكانية إحداث موازنة بين توافر الغذاء والزيادة السكانية في ظل التغيرات المناخية مهمة شاقة وصعبة للغاية، ما يتطلب تضافر الجهود كافة، خصوصا وأن تبعاتها ستطال مناطق العالم بالكامل."

وأشار سموه في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه معالي الدكتور ثاني الزيودي إلى أن دولة الإمارات  بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة تلعب دوراً ريادياً في دعم الابتكار والبحث العلمي في القطاعات كافة، وبالأخص القطاع الزراعي، وتحرص على تبني التقنيات الحديثة ودعمها وتوفير بيئة حاضنة للإبداع والابتكار بما يخدم خلق حلول فعالة للقضايا والتحديات على المستويات كافة محليا وإقليميا وعالميا، لافتا إلى أن هذا التوجه ساهم في تطوير القطاع الزراعي والغذائي في الدولة ليحقق مزيد من الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة ويتحول من قطاع تقليدي إلى قطاع مستدام، يساهم في تلبية جزء من الاحتياجات المحلية، ويساعد على حماية البيئة والحفاظ على استدامة مواردها الطبيعية.

وأكد سموه أن ما توفره دولة الإمارات من دعم وبتني للابتكار، يجعلها البيئة الأفضل في استقطاب الخبرات العالمية، لإجراء الأبحاث والتجارب والتطبيقات التي تستهدف تطوير القطاع الزراعي ومنها تجارب الزراعة المائية والزراعة الذكية المعتمدة على التكنولوجيا الفائقة، وتجارب خفض استهلاك المياه.

وأضاف سموه: "إن التعاون بين القطاعين العام والخاص والقطاع غير الربحي في هذا المجال ضرورةٌ قصوى. كما يجب على المؤسسات البحثية اعتماد سياسة الوصول المفتوح التي تتيح تبادل الأبحاث والاطلاع على أحدث الإنجازات التقنية لتسريع الابتكار ونشر التكنولوجيا. وبالمثل، لا بد للدول من أن تتضافر جهودها لإيجاد حلول لتلك التحديات المُلحّة".

وفي ختام كلمته، أكد سموه على ضرورة التعاون بين كافة الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف المنشودة، وأضاف: "أغتنم هذه الفرصة لكي أحثكم جميعًا على أداء دوركم المنتظر في تحقيق التغيير المنشود لضمان مستقبلٍ آمن غذائيًا لنا جميعاً".

وشملت مراسم حفل الافتتاح كلمة رئيسية ألقاها سعادة المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي حول أهمية مهنة تربية النحل في المنظومة الزراعية قبيل الإعلان عن التدشين الرسمي للجمعية العربية لتربية النحل وانطلاق المؤتمر الدولي الأول للجمعية التي ستعمل تحت مظلة المنظمة العربية للتنمية الزراعية وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للنحالين (الايبومنديا) وتهدف إلى تطوير صناعة النحل في العالم العربي حيث يدخل في عضويتها جميع المهتمين من أكاديميين ونحالين وقطاع خاص ذو علاقة بمهنة النحل.

وأوضح سعادته: " تلعب الحيوانات دوراً حيوياً في النظام البيئي، حيث تسهم بتلقيح أكثر من 80٪ من النباتات الزهرية المنشرة في مختلف بقاع الأرض، ويعتبر نحل العسل بمختلف أنواعه التي تبلغ حوالي 25 ألف نوعٍ في كافة أنحاء العالم أبرز عنصر في هذه العملية. فبينما يبحث عن الطعام، يحمل النحل حبوب اللقاح من مكان لآخر، مما يجعل عملية التكاثر ممكنة بالنسبة لغالبية الأنواع النباتية، البرية والمزروعة على حد سواء. كما أن يلعب النحل دوراً حيوياً في عملية إنتاج العديد من الفواكه والخضار، ووجوده ضرورة لاستمرارية المراعي والغابات والنظام الغذائي للبشر والحيوانات المستأنسة والبرية. وبالتالي، لا بد لنا من توحيد جهودنا والتعاون فيما بيننا ومع مختلف الشركاء والأطراف المعنية للمساهمة في الحفاظ على كوكبنا وسكانه عبر حماية ودعم نمو وتطور قطاع تربية النحل في المنطقة".

وقال البروفيسور أحمد الخازم الغامدي رئيس الجمعية العربية لتربية النحل: يسرنا اليوم تدشين أول جمعية لتربية النحل في الوطن العربي، حيث نسعى لوضع كافة خبراتنا وإمكاناتنا في خدمة المهتمين بتربية النحل في القطاعين الحكومي والخاص بالعالم العربي، والتأكيد من خلال التعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة لتحقيق أفضل النتائج التي تخدم المجتمع، وتعزيز التنمية والتطوير في المجالات العلمية والتقنية والبيئية والاجتماعية والإلكترونية والاقتصادية لتربية النحل والتعاون بين جمعيات مربي النحل والهيئات العلمية والأفراد المهتمين بتربية النحل في جميع البلدان العربية.

كما ألقى مؤسس شركة أغيونيتي ورئيسها التنفيذي، ديفيد ديفيس- الناشط في مجال تمكين المزارعين في الدول النامية من خلال تقنيات السجلات العامة المشفرة وتطبيقات الهاتف المتحرك- كلمةً رئيسية أخرى قال فيها: "طورنا تطبيقًا للهاتف الذكي والبلوك تشين اسمه (AgriLedger)، لمساعدة المزارعين على التخطيط والتجارة والتبادل بشكلٍ آمن، كما أنه يضمن حصول جميع المزارعين على مستحقاتهم بعد تسليم منتجاتهم إلى جمعيات تعاونية من خلال سجل آمن وموثق. بعبارةٍ أخرى، يساهم التطبيق في خلق دائرة ثقة لتعاونيات صغار المزارعين بهدف تحسين كفاءة أعمالهم في البلدان النامية ومساعدتهم في الحصول على حصة أكبر من قيمة محاصيلهم. وفي خطوة تعتبر الأولى من نوعها في العالم، نجحت أغيونيتي في تطويع تلك التقنية لتمكين المستهلك من التتبع الدقيق للأغذية عبر استخدام رمز الاستجابة السريعة الذي يمكن طباعته على قالب شوكولاتة على سبيل المثال، ويُظهِر على وجه التحديد كل خطوة من خطوات الإنتاج التي تنتهي بشريط فيديو للمزارع وعائلته ومزرعته". وقد استعرض ديفيس تلك الخصائص "مباشرةً" خلال حفل الافتتاح.

من جانبه، قال المهندس ثامر القاسمي، رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى: "حقق المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية- الذي تستضيفه أبوظبي- منذ تدشينه عام 2014  تقديرًا واسعًا واهتماماً متزايداً ‏بفضل التزامه الراسخ بتحدي أساليب إنتاج الغذاء التقليدية، وابتكار نماذج عصرية ومتقدمة تضمن تنمية عمليات الإنتاج من خلال توظيف عنصر الذكاء الاصطناعي وتبني تقنيات صديقة للبيئة أكثر كفاءة واستدامة، ‏وستعيد نسخة المنتدى هذا العام تسليط الضوء على المكانة الرائدة لإمارة أبوظبي كوجهةٍ رئيسية ‏للمعارض والفعاليات الدولية رفيعة المستوى في هذا القطاع الحيوي". ‏

وأشار القاسمي إلى أن اليوم الأول للمنتدى شهد عقد 15 محاضرة وورشة عمل طرح خلالها مجموعة من كبار المتحدثين والخبراء والمتخصصين، أفكاراً وطروحات من شأنها تغيير القواعد التقليدية للزراعة والإنتاج الحيواني، من خلال استثمار العلوم والابتكار في تحسين الإنتاجية والتغلب على الظروف والعقبات التي تقف عائقاً في وجه تحقيق الاستدامة الغذائية، ضمن 4 محاور رئيسية تشتمل على البيئة القابلة للتحكم والزراعة الداخلية، المحاصيل، البستنة، الثروة الحيوانية والإنتاج الحيواني.

وأضاف القاسمي أن اليوم الثاني سيشهد كذلك 8 محاضرات وورش عمل تتناول مواضيع ابتكار التغيير وصناعة الطحالب والزراعة المائية، إلى جانب الإعلان عن الفائزين بجائزة نحل العسل بفئتيها الاثنتين بمشاركة نحو 120 مزارع ومهتم في قطاع نحل العسل من دولة الإمارات والوطن العربي، وجوائز الابتكار الزراعي التي يشارك بها 50 ابتكارًا ثوريًا تقدم لأول مرة في المنتدى، لتتنافس على 7 جوائز ستحظى بها أفضل الابتكارات المشاركة في مجالات المعرض الستة بالإضافة لأفضل شركة ناشئة في المجال الزراعي.

ويحظى المنتدى بدعم كل من الشركة الوطنية لإنتاج وتسويق الأعلاف ‏والدقيق ذ.م.م، وشركة "أغيونيتي" ومبادرة "غودان" (GODAN)- التي تهدف إلى دعم الجهود العالمية لتوفير وإتاحة استخدام البيانات ‏الخاصة بالزراعة والتغذية للجميع دون قيود- وصندوق أبوظبي للتنمية، ‏ومزارع مدار، وشركة إمارات المستقبل، ومركز الأمن الغذائي- أبوظبي.‏

  • Mobile Apps
  • تم التحديث في: Feb 18, 2018