أوضح جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أن الأخبار والمعلومات التي تم تداولها مؤخراً حول منتج شكولاتة "النوتيلا" عبر بعض المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي، تستند إلى دراسة تخص مدى سلامة استعمال زيت النخيل المكرر بالمقارنة مع زيوت نباتية أخرى، حيث تطرقت الدراسة إلى التعليق على تناول شكولاتة النوتيلا بسبب احتوائها على زيت النخيل المكرر.
وأوضح الجهاز أن إضافة زيت النخيل في منتج النوتيلا كما في بعض المنتجات الغذائية الأخرى تهدف إلى إعطاء القوام المناسب لتلك المنتجات مما يجعلها قابلة للفرد كما أنه يعمل على اطالة فترة صلاحيتها، لافتاً إلى أن الدراسة المشار إليها تعتبر دراسة مقارنة، وتفيد بأن استهلاك زيت النخيل المكرر بشكل عام أكثر ارتباطا بالتسبب بمشاكل صحية بالمقارنة مع الزيوت الأخرى، وهذا يتوافق مع تقرير صادر عن هيئة سلامة الأغذية الأوروبية EFSA بهذا الخصوص.
وأضاف الجهاز أن زيت النخيل قد يتعرض خلال تكريره إلى التسخين على درجات حرارة مرتفعة تزيد عن 200 درجة سليزية وذلك بهدف إزالة مواد اللون والرائحة والعوالق الأخرى، حيث أن تعريض زيت النخيل لدرجات الحرارة المرتفعة بحسب الدراسة يتسبب في إنتاج استرات للأحماض الدهنية المكونة للزيت Glycidyl fatty acid esters والتي تتحول خلال هضمها إلى مادة الجليسيدول Glycidol التي يعتقد بارتباطها ببعض الأمراض من خلال دراسة تم إجراؤها على حيوانات التجارب (فئران التجارب).
وعلى الرغم من الاطلاع على نتائج تلك الدراسة فلم توصي أي من الجهات الدولية المختصة بسلامة الأغذية بالتوقف عن استخدام زيت النخيل حيث أن هذه المواضيع تحتاج الى مزيد من الدراسات والبحث لتقييم مدى الخطورة الفعلية على صحة المستهلكين، ومن الجدير بالذكر بأن غالبية الزيوت النباتية تتعرض لعمليات تكرير لإزالة مواد اللون والنكهة والعوالق الأخرى بها.
من الجدير بالذكر بأن الشركة المصنعة لمنتج (نوتيلا) تدعي استخدام زيت النخيل المكرر باتباع طرق تكرير تخفض من درجات الحرارة والضغط خلال التكرير وتؤكد بأن منتجاتها سليمة وبأن استبدال زيت النخيل المكرر المستخدم في إنتاج النوتيلا بزيوت نباتية أخرى سيؤثر سلبا على قوام المنتج وخواصه الحسية، وتضيف بأنه لا يوجد دليل قاطع على علاقتها بالتسبب بالأمراض للمستهلكين.
وأشار الجهاز إلى أن استخدام الدهون النباتية شبه الصلبة Semi Solid يدخل في صناعة منتجات غذائية مختلفة كأنواع البسكويت والشوكولاتة والكيك وبعض المخبوزات، موضحاً بأن زيت النخيل يتم تكريره فقط للحصول على دهن ذو قوام شبة صلب Semi Solid ، بينما يتم إنتاج دهون نباتية شبيهة بذلك القوام من خلال هدرجة الزيوت السائلة لتحويلها الى دهون بقوام شبه صلب Semi Solid وبالتالي انتاج ما يطلق عليه اسم الدهون المتحولة، حيث أن زيت النخيل لا يحتاج الى عمليات الهدرجة وإنما إلى تكرير فقط كون قوامه شبه صلب Semi Solid بطبيعته.
ينصح جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية دائما بالإقلال ما أمكن من الاعتماد على الأغذية المصنعة والاعتماد قدر الامكان على الأغذية الصحية والمحضرة منزليا كما ينصح باتباع قواعد التغذية السليمة التي تركز على استهلاك كميات معتدلة من الأغذية الغنية بالمغذيات الأساسية كالخضار والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة والحليب ومنتجات الألبان والعسل والبيض والأسماك واللحوم البيضاء والحمراء بالإضافة الى شرب كميات وافرة من الماء على مدار اليوم.
ونفى الجهاز تلقيه أي إخطار أو تنبيه بخصوص موضوع "النوتيلا" حيث يشترك الجهاز بعدة أنظمة اقليمية ودولية للإنذار السريع بخصوص أي مستجدات أو اجراءات حظر أو استرداد تخص أي منتج غذائي أو زراعي.
كما يتابع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أي مستجدات دوليه وأي أنشطة تقوم بها المؤسسات والجهات المعنية بالرقابة على الغذاء على مختلف الساحات العالمية كما يتابع المستجدات العلمية والدراسات والأبحاث المهتمة بسلامة وصحة المنتجات الغذائية والزراعية، ويقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة الفورية عند الحاجة ويعلن عنها، ويتيح جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية قنوات عديدة للتواصل مع الجمهور الكريم لتلقي الملاحظات والشكاوى المختلفة ويقوم بالتحقق منها واتخاذ الاجراءات اللازمة عند الحاجة.